استقبل ريال مدريد هدفًا في المباريات الثلاث التي خاضها حتى الآن في الدوري. بعيدًا عن هذه الإحصائية الأكثر دلالة على أداء الفريق الدفاعي بقيادة تشابي ألونسو، فإن الأرقام تدعم العمل الجماعي للمجموعة. فقد سمح دفاع ريال مدريد فقط بـ17 تسديدة من الخصوم في المواجهات أمام أوساسونا (اثنتان)، وأوفييدو (ست)، وريال مايوركا (تسع).
على الرغم من أن الوقت لا يزال مبكرًا في الموسم، فإن هذه الأرقام هي الأفضل التي يحققها ريال مدريد منذ موسم 2008-2009، وهو أول موسم تتوفر عنه إحصاءات مفصلة. إنه أقل معدل يتلقاه الفريق الملكي منذ ذلك الحين. ولتوضيح ذلك، في الموسم الماضي، تحت قيادة كارلو أنشيلوتي، سمح ريال مدريد بمجموع 27 تسديدة، بينما بلغت 40 تسديدة في موسم 2023-2024، ورغم ذلك تمكن الفريق الملكي من الفوز بخمسة ألقاب من أصل ستة ممكنة، من بينها دوري أبطال أوروبا والدوري الإسباني.
المهاجم السابق لريال مدريد، الحاصل على الكرة الذهبية عام 2001، تحدث في بودكاست ريو فيرديناند عن كيليان مبابي. يرى الإنجليزي أن مهاجم ريال مدريد لا يضمن فقط تسجيل الأهداف مثل غيره من كبار المهاجمين في الوقت الحالي، بل يمتلك أيضًا القدرة على حسم المباريات بمفرده بسرعته ومراوغاته وجودته الفنية. وبالنسبة لأوين، فإن هذا المزيج من الموهبة والعزيمة يجعل من صاحب القميص رقم 10 في ريال مدريد “أفضل لاعب في العالم” في الوقت الحالي.
للعثور على سجلات مشابهة، وإن كانت أقل، يجب العودة إلى موسم 2010-2011، وهو الموسم الأول لجوزيه مورينيو على رأس الفريق الملكي. في ذلك الوقت تميز الفريق بصلابته الدفاعية (استقبل 33 هدفًا في الدوري)، لكن الأهم كان الهجوم الذي قاده كريستيانو. كان ذلك ريال مدريد الذي فاز بكأس الملك على برشلونة بقيادة غوارديولا في ملعب ميستايا (هدف كريستيانو رونالدو)، وخرج في ركلات الترجيح الدرامية في سانتياغو برنابيو أمام بايرن ميونخ بقيادة كروس.
في الدوري، وصل إلى 92 نقطة، لكن برشلونة بلغ 96 نقطة.
لوضع بيانات هذا الموسم في السياق، فإن تلك الـ17 تسديدة تُعد تحسنًا ملحوظًا مقارنة بـ26 تسديدة في موسم 2016-2017، وهو الموسم الثاني لزين الدين زيدان على رأس الفريق، وموسم آخر شهد فوز ريال مدريد بخمسة ألقاب من أصل ستة، من بينها الدوري الإسباني ودوري أبطال أوروبا. في موسم 2021-2022، مع كارلو أنشيلوتي، تلقى الفريق 31 تسديدة في أول ثلاث مباريات له في الدوري الإسباني، وهو الأمر الذي لم يمنعه من الفوز باللقب المحلي بالإضافة إلى تحقيق الكأس الرابعة عشرة في دوري أبطال أوروبا.
جلس قلب دفاع المنتخب الإسباني ونادي ريال مدريد، دين هويسن، مع صحيفة ماركا لتحليل أولى أشهره مع الفريق الملكي وأهدافه مع المنتخب الوطني.
شكل ريال مدريد الجديد في اللعب، مع الضغط العالي والدفاع المتقدم، غيّر بشكل ملحوظ أسلوب الفريق، الذي أصبح بعيدًا جدًا عن الكتل الدفاعية المنخفضة التي كانت تُستخدم في كثير من الأحيان خلال فترة كارلو أنشيلوتي. عمل تشواميني، الذي يدافع دائمًا إلى الأمام، وخط الدفاع الأبيض الجديد (مع وجود ثلاثة وجوه جديدة مقارنة بالموسم السابق) يمنح كورتوا حياة جديدة، إذ أصبح مضطرًا للتدخل أقل بكثير مما كان عليه في فترته مع ريال مدريد. الحارس البلجيكي قام فقط بخمس تصديات، وهو نفس عدد تصديات أوبلاك، ولا يوجد سوى ريميرو (تصديان) قام بتصديات أقل، رغم أنه تلقى أربعة أهداف، وهو نفس عدد أهداف الحارس السلوفيني، مقابل هدف واحد فقط تلقاه البلجيكي.
لا يزال أفضل رقم تاريخي مسجلاً باسم برشلونة موسم 2008-2009، حيث لم يسمح سوى بـ12 تسديدة فقط. أما خيتافي في موسم 2019-2020 فقد سمح بـ14 تسديدة، وبرشلونة في موسم 2014-2015 سمح بتسديدة واحدة أكثر، وأتلتيكو مدريد سمح بـ16 تسديدة في موسم 2016-2017. ويبرز خلفهم ريال مدريد الذي جعل من التوازن إحدى سماته المميزة مع تشابي ألونسو.
المصدر: ماركا