ريال مدريد ومشكلة الاعتماد على مبابي في الهجوم

كان ريال مدريد يمر ببداية موسم مثالية. بلا شائبة. مع سجل كامل من الانتصارات سواء في الدوري الإسباني أو دوري أبطال أوروبا.

حتى جاء أتلتيكو مدريد. الهزيمة بنتيجة 5-2 في الديربي كانت الضربة الأقسى حتى الآن منذ أن تولى تشابي ألونسو تدريب ريال مدريد على مقاعد البدلاء في سانتياغو برنابيو. بعيدًا عن قسوة النتيجة، فإن أكثر ما يثير القلق لدى جماهير الميرينغي هو الاعتماد المتزايد للفريق على كيليان مبابي (26 عامًا)، الذي أصبحت مساهمته الهجومية عمليًا الدعامة الوحيدة لمشروع لا يزال حتى الآن عاجزًا عن إيجاد التوازن في الهجوم.

عاد المهاجم الفرنسي ليثبت نفسه من جديد في مواجهة الظروف الصعبة. فقد سجل أحد هدفي ريال مدريد – بينما جاء الهدف الآخر عن طريق أردا غولر – وأكد بذلك على توجه تكرر في بداية هذا الموسم: إذا احتفل ريال مدريد بهدف، فمن المرجح أن يحمل توقيع لاعب بوندي. في المباريات الرسمية الثمانية التي خاضها الفريق حتى الآن (سبع في الدوري الإسباني والمباراة الافتتاحية في دوري أبطال أوروبا أمام مارسيليا)، سجل 10 من أصل 18 هدفاً للفريق. فقط في المواجهة أمام ريال مايوركا لم يتمكن من هز الشباك.

الأرقام تؤكد تأثيره الهجومي الكبير. في الدوري، سجل ثمانية أهداف من أصل 24 تسديدة فقط، 13 منها كانت على المرمى. فعالية تعكس ليس فقط مكانته في منطقة الجزاء، بل أيضاً قلة الخيارات الهجومية التي تدعم أداءه. بعبارة أخرى: ريال مدريد يعتمد على مبابي بشكل يصعب إخفاؤه. في هذه المباريات الثماني، بالإضافة إلى صاحب القميص رقم 10 في ريال مدريد، هناك أربعة لاعبين آخرين فقط سجلوا أهدافاً: غولر، ميليتاو، فينيسيوس، وماستانتوونو.

تمثلت مشكلة النادي الملكي أمام الروخيبلانكوس في الهشاشة الجماعية. بينما حافظ الفرنسي على مستوى يذكر بما قدمه خلال بقية الموسم، لم يتمكن الفريق من الانسجام معه. خط الوسط، الذي كان غير منتظم في صناعة اللعب، لم ينجح في تزويد المهاجمين بالكرات بالوتيرة المطلوبة؛ أما الدفاع، الذي تم اختراقه في ملعب واندا متروبوليتانو، فقد أعطى انطباعًا بوجود هشاشة غير مسبوقة في المباريات الأخيرة. ولم يقدم دكة البدلاء حلولًا فعالة لتغيير مجريات اللقاء.

النتيجة هي مفارقة واضحة: يملك ريال مدريد أحد أكثر المهاجمين حسماً في العالم، وهو في قمة مستواه وغريزته التهديفية لا تزال حاضرة، لكن الفريق يبدو عاجزاً عن بناء منظومة حوله تسانده عندما يهاجم لاعبو تشابي ألونسو مرمى الخصم. مبابي يرد، لكنه وحيد.

المصدر: آس

Exit mobile version