فينيسيوس يزور ملعبًا له مكانة خاصة في قلبه. إلى درجة أنه يمكن القول إنه غيّر حياته. زيارته لملعب سيوتات دي فالنسيا في عام 2021 شكّلت نقطة تحول في مسيرته نحو النجومية مع ريال مدريد. تلك المباراة أمام ليفانتي كانت نقطة فاصلة في مسيرته، ولم يُوقف منذ ذلك الحين.
تعثر ريال مدريد في ذلك اليوم بتعادل غير متوقع أمام ليفانتي، لكن فينيسيوس خرج من المباراة أقوى بعدما سجل هدفين كانا بداية لانفجاره الكبير. دخل ملعب سيوتات في ذلك اليوم لاعب وخرج منه لاعب مختلف تمامًا.
كانت هذه هي الموسم الرابع لفينيسيوس في ريال مدريد، وكان البرازيلي يجد أن طريقه نحو التألق في النادي الملكي يطول أكثر فأكثر. كان كارلو أنشيلوتي قد عاد لتوه إلى مقعد تدريب ريال مدريد، وكان أحد الأهداف التي وُضعت أمامه هو إبراز اللاعبين الشباب بشكل عام (فيديريكو فالفيردي ورودريغو)، وفينيسيوس بشكل خاص. وفي حالة الأخير، بدأ الموسم كبديل.
أبدى أنشيلوتي منذ البداية عزمه على الاعتماد على الثلاثي غاريث بيل، كريم بنزيمة، وإيدين هازارد. ومع هؤلاء في خط الهجوم، استهل مشواره في فيتوريا أمام ديبورتيفو ألافيس بفوز كبير. في مباراة دخل فيها فينيسيوس جونيور كبديل، وسجل هدفاً ليختتم النتيجة (1-4).
أظهر البرازيلي في ذلك الوقت طموحه الواضح في حجز مكان له ضمن التشكيلة الأساسية.
فجّر ثلاثي هازارد-بيل-بنزيمة.
ومع ذلك، في الجولة الثانية من الدوري أمام ليفانتي في ملعب سيوتات دي فالنسيا، حافظ أنشيلوتي على رهانه بالاعتماد على الثلاثي الفاخر بيل-بنزيمة-هازارد. لكن الخطة بدأت تصطدم بالعقبات. في الواقع، اضطر المدرب إلى الاستعانة بفينيسيوس لإنقاذ الفريق من مأزق، حيث كان الفريق متأخراً بنتيجة 2-1 في اللحظة التي دخل فيها اللاعب البرازيلي إلى أرض الملعب.
سجل فينيسيوس هدف التعادل 2-2، ثم تقدم ليفانتي مرة أخرى بنتيجة 3-2، وعاد فينيسيوس ليعادل النتيجة قبل خمس دقائق من النهاية. بعيدًا عن الثنائية، كان البرازيلي إعصارًا على أرض الملعب وقلب هجوم ريال مدريد رأسًا على عقب. كان ريال مدريد بدونه ومعه مختلفًا تمامًا لدرجة أن أنشيلوتي لم يتردد في قراره.
من ملعب “سيوتات” إلى بطل اللقب الرابع عشر
في المباراة التالية منح شارة اللاعب الأساسي لفينيسيوس ولم يسحبها منه أبداً بعد ذلك. دخل البرازيلي في بُعد جديد من حيث الأداء والإحصائيات والمكانة. أصبح “أساسياً لا يُمس” وانتقل من تسجيل ثلاثة وخمسة وستة أهداف في مواسمه الثلاثة الأولى، على التوالي، إلى تجاوز حاجز العشرين هدفاً، وتحديداً 22 هدفاً.
لم يقتصر الأمر على ذلك، بل إن ما بدأ في ملعب سيوتات دي فالنسيا انتهى في باريس، حيث أصبح أحد أبطال دوري أبطال أوروبا الرابع عشر لريال مدريد بتسجيله هدف الفوز في النهائي أمام ليفربول. لقد غيّر ملعب سيوتات دي فالنسيا حياته.
المصدر: ماركا