فوجئت الاتحاد الإسباني لكرة القدم باتصال هاتفي خلال آخر معسكر للمنتخب تحت 20 سنة في باريس. كان المتصل هو نادي ريال مدريد الذي طلب الحصول على لقطات للحظة الدقيقة التي تعرض فيها رشاد فتال، مهاجم فريق كاستيا، لإصابة عضلية خلال مباراة ودية ضد فرنسا في الرابع من سبتمبر الماضي. لم يتم بث المباراة على أي قناة، وكان ريال مدريد بحاجة إلى مساعدة الاتحاد للحصول على صور الحادثة.
سبق أن التزم الاتحاد بالبروتوكول المعتاد وأبلغ ريال مدريد على الفور بالعائق الذي تعرض له المهاجم وبالاستنتاجات بعد التقييم الطبي الأولي. تلقى النادي الملكي جميع المعلومات وسمح للاعب بالبقاء في المعسكر، لكنه كان يريد شيئًا إضافيًا: لقطات اللحظة الدقيقة لإصابة اللاعب. في الوقت الحالي، يتم تسجيل جميع التدريبات والمباريات، وكان ريال مدريد يريد من الاتحاد أن يزوده بتلك اللقطات تحديدًا.
وقد فعلوها.
بروتوكول العمل
ليس الأمر أن ريال مدريد كان يشك أو يرتاب في التقارير التي تلقاها، فالحقيقة أبعد ما تكون عن ذلك. الأمر يتعلق فقط وحصرًا باستكمال تقارير الإصابة وجمع كل البيانات المتوفرة على الطاولة من أجل تدعيم التشخيص المناسب. في الواقع، هذا بروتوكول عمل تم اعتماده في أكاديمية ريال مدريد منذ وقت طويل، وهو مرتبط بفريق العمل الخاص بأربيلوا، الذي يتبع هذه القاعدة منذ فترة، وقد تم تعميمها على الفرق الرديفة الرئيسية.
واحدة أخرى من مستجداته العديدة في إطار هوسه بالاهتمام بأدق التفاصيل، حتى فيما يتعلق بالإصابات.
اللاعبون ليسوا دائمًا تحت سيطرة ريال مدريد، ولهذا السبب في بعض الأحيان، كما حدث في الإصابة الأخيرة لـ رشاد، من الضروري طلب الصور حتى لا يكون التشخيص النهائي عشوائيًا. وبسبب استحالة مشاهدة الإصابة، لأن تلك المباراة الودية لم تُبث في أي مكان، كانت الصور “الخاصة” التي وفرتها لهم الاتحاد هي “العيون” التي مكنتهم من رؤية كيفية حدوث الإصابة واستكمال التقرير اللازم من أجل تعافي اللاعب.
الآلية التي حدثت بها الإصابة تُعد جزءًا أساسيًا من التاريخ الطبي، وهذا أمر حاسم للتشخيص، سواء في الإصابات العضلية أو إصابات الركبة.
طلب استخدام تقنية حكم الفيديو المساعد (VAR) في حالات الإصابات، إذا جاز التعبير، ليس مجرد نزوة وله تفسيره الخاص. بالنسبة للأجهزة الطبية والمدربين البدنيين وأخصائيي التأهيل، فإن مشاهدة كيفية حدوث الإصابات بدقة يعتبر أمرًا مفيدًا للغاية. يوضح الدكتور بيدرو لويس ريبول، مدير عيادة التميز التابعة للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) ريبول ودي برادو، هذه الحالة في صحيفة ماركا.
يُعد آلية حدوث الإصابة جزءًا أساسيًا من التاريخ الطبي، وهذا أمرٌ حاسم للتشخيص، سواء في الإصابات العضلية أو إصابات الركبة، كما يشير عند الحديث عن طلب الصور المذكورة. ويضيف: “يُعد ذلك أمرًا جوهريًا لرؤية العضلة التي تم استخدامها، والضغط الذي تعرضت له، وما الذي فشل وتسبب في حدوث الإصابة”.
المصدر: ماركا