أزمة فينيسيوس في ريال مدريد: تراجع المستوى وتحديات استعادة المكانة

في يوم الثلاثاء، أبقى تشابي ألونسو فينيسيوس على دكة البدلاء للمرة الثانية خلال خمسة مباريات، ورغم كل ذلك استمرت الأرض في الدوران حول محورها. ويُعرف هذا التحرك (دوران الأرض، وليس تحرك فينيسيوس) باسم “الدوران”. والغريب أن ما فعله مدرب ريال مدريد يُسمى أيضاً كذلك.

لكن لا يهم. الإبلاغ عن وجود لاعب بديل في أول مباراة في دوري أبطال أوروبا وكأن نيزكًا قادمًا ليصطدم بكوكبنا هو أمر أكثر إثارة بكثير، فلماذا نتحدث عن التدوير إذا كان بإمكاننا الحديث عن رسائل تحذيرية أو اختبارات قوة أو عقوبات؟ إذا كان يجب التغاضي عن التفاصيل الصغيرة مثل أن فينيسيوس هو أحد لاعبي ريال مدريد الذين بدأوا الموسم في أسوأ حالة بدنية، فلا بأس.

كل شيء مباح طالما أن الهدف هو الاستمرار في تغذية الجدل الدائم والمبالغة المستمرة، رغم أن الأمر في الحقيقة يتعلق بمسألة أداء رياضي بحت. لا يزال الإعلام مصراً على فقدان مصداقيته من خلال تقديم الولائم المكونة من الفتات.

على خطر أن أبدو جريئًا، أجرؤ على التأكيد أن السبب في عدم مشاركة فينيسيوس بشكل أكبر هو أنه لا يستحق ذلك حاليًا. حقيقة أن الخدمات التي قدمها في المرحلة السابقة كانت تضمن له مكانًا أساسيًا لا تعني أنه لا يمكن التعامل مع تراجع مستواه بطريقة مختلفة. فالوصفة التي يتبعها تشابي ألونسو، والتي تجمع بين الشدة والتحفيز لاستعادة أفضل نسخة من اللاعب البرازيلي، قد تكون فعالة بقدر فعالية أسلوب التحفيز المستمر الذي اعتمده أنشيلوتي الموسم الماضي، لكنه لم ينجح بسبب أنانية تلك النجوم نفسها التي منحت الفريق الكثير من النجاحات.

لهذا يبدو من المتسرع تفسير قرارات المدرب وتعابير وجه أو انفعالات نجم لم يعتد فقدان امتيازاته على أنها محاولة لاتخاذ موقف في ظل تجميد مفاوضات التجديد. ما لم يستعد الفرح والثبات والحماس في كرة القدم الفوضوية ولكن الجذابة التي يقدمها، بأسلوب المطرقة، فلن يستعيد فينيسيوس ذلك المكانة التي استحقها بجدارة كما فقدها بجدارة، ولن يوضح مستقبله مع تجديد العقد الذي أوقفه ريال مدريد بعد ملاحظة انفصاله المقلق عن الفريق. يوم الاثنين المقبل سيتم تسليم جائزة الكرة الذهبية، وخلال الأشهر الأحد عشر الماضية لم يكن فينيسيوس حتى ظل ذلك اللاعب الذي بدا أنه مقدر له أن يتوج في باريس.

منذ ذلك الحين تغيرت أشياء كثيرة، بدءًا من التسلسل الهرمي داخل الفريق. لكن لا ينخدعن أحد: مشكلة فينيسيوس لا تُسمى مبابي، بل تُسمى فينيسيوس.

المصدر: ماركا

Exit mobile version