طفل مغربي ناجٍ من زلزال الحوز يحقق حلمه في ملعب ريال مدريد

تغيرت حياة عبد الرحيم وحيدة في ليلة واحدة فقط. الزلزال الذي ضرب منطقة الحوز المغربية دمر قريته وأفقده عائلته. ما كان حتى ذلك الحين روتينه اليومي تحول فجأة إلى فراغ.
ومع ذلك، لم يُدفن اسمه في قلب المأساة. فقد أصبح عبد الرحيم رمزًا للفئات الأكثر هشاشة من خلال التلفزيون المغربي. طفل نجا من الزلزال وكان بحاجة إلى إعادة بناء حياته بعيدًا عن الجبال التي تحولت إلى أنقاض.
قصته أثرت في المغرب وسرعان ما تجاوزت الحدود، حتى وجد في عاصمة إسبانيا مكانًا يتواصل فيه مع شغفه: كرة القدم ونادي ريال مدريد.
كان النادي الأبيض هو صاحب الفضل في هذه الرحلة المؤثرة. هذا الأسبوع، دعا النادي عبد الرحيم وجزءًا من عائلته للانتقال من أجل حضور مباراة دوري أبطال أوروبا أمام مارسيليا في ملعب سانتياغو برنابيو. وهناك عاش تجربة لا تُنسى.
تمكن من لقاء جميع نجومه المفضلين بعد المباراة، ووقّعوا له بأنفسهم على إحدى قمصانه البيضاء. وكانت اللحظة الأبرز عندما عانق كيليان مبابي وتلقى قميصًا موقعًا منه. وبعد هذه الدوامة من المشاعر، اختتم يومًا لا يُنسى بالقفز إلى عشب ملعب سانتياغو برنابيو.
شمل الرحلة أكثر من ذلك بكثير. في اليوم التالي، زار كؤوس دوري أبطال أوروبا في جولة ملعب سانتياغو برنابيو، وجال في مدينة ريال مدريد، وتعرّف على فريق كرة السلة. كانت جولة شاملة جعلت من إقامته في مدريد ذكرى سترافقه دائمًا.
ومع ذلك، لم تكن هذه هي اللفتة الوحيدة التي قام بها ريال مدريد تجاه الشاب. ففي العام الماضي تلقى قميصين موقعين من كيليان مبابي وفينيسيوس جونيور.
غدًا، ستتقدم هذه القصة خطوة أخرى وستصبح مرئية أمام جميع جماهير الملعب. سيقوم عبد الرحيم بتنفيذ ركلة الشرف في المباراة ضد إسبانيول. ستكون مجرد لفتة بسيطة، لبضع ثوانٍ قبل أن تبدأ الكرة في الدوران، لكنها تحمل معنى عظيمًا، إذ يمثل طفلًا يجسد الصمود في مواجهة المأساة وأملًا في مستقبل لم يُكتب بعد.
المصدر: ماركا