هدف رونالدو التاريخي في مرمى مارسيليا: ليلة لا تُنسى لريال مدريد

هذه الليلة، يعود ريال مدريد وأولمبيك مارسيليا ليتقابلا من جديد في منافسة أوروبية، ليحييا منافسة قصيرة لكن لها فصل لا يُنسى. فعندما التقى الفريقان آخر مرة، في الثامن من ديسمبر عام 2009، كان العالم شاهداً على أحد أروع أهداف الركلات الحرة التي يتذكرها تاريخ كرة القدم الحديث. وكان ذلك من توقيع كريستيانو رونالدو، في موسمه الأول كلاعب في صفوف الفريق الملكي، في ليلة ترك فيها البرتغالي بصمة لا تُمحى في ملعب فيلودروم.
تلك المباراة، التي كانت ضمن الجولة الأخيرة من دور المجموعات لدوري أبطال أوروبا 2009/2010، كانت بمثابة نهائي بالنسبة للفريق الفرنسي. ريال مدريد، الذي كان يقوده حينها مانويل بيليغريني، كان قد تأهل بالفعل، لكنه كان بحاجة لضمان صدارة المجموعة. أما مارسيليا، فكان يبحث عن معجزة لمواصلة مشواره في أوروبا.
لكن بعد مرور خمس دقائق فقط من بداية المباراة، تلقى حلم مارسيليا ضربة قاضية.
صاروخ من كوكب آخر
كان الوقت يشير إلى الدقيقة الخامسة عندما أُسقط كريستيانو على بعد أكثر من 30 مترًا من المرمى، مائلًا قليلًا إلى الجهة اليسرى. لم يتخيل أحد أن الهدف الأول في المباراة قد يأتي من هذه المسافة. لكن البرتغالي كان قد أظهر بالفعل أنه لا يعترف بالمسافات التقليدية.
بعيون ثابتة، وخطوات محسوبة، وثقة من فولاذ، كريستيانو رونالدو (كما كان يُعرف آنذاك بـ”سي آر 9″) أخذ مسافة وانطلق ليسدد كرة قوية وجافة بقدمه اليمنى، تجاوزت الحائط الدفاعي، وانخفضت بسرعة غير معتادة، واستقرت مباشرة في زاوية مرمى الحارس ستيف مانداندا.
الصمت الجنائزي في الملعب تناقض مع صرخة الاحتفال التي أطلقها رونالدو نفسه، الذي ركض نحو خط التماس وذراعيه مفتوحتان، بينما كان زملاؤه يحاولون اللحاق به. تحركت النتيجة لأول مرة، لكن ما حدث للتو كان يتجاوز مجرد 0-1. لقد كانت عملاً فنياً.
هدف تحدى قوانين الفيزياء، ومع مرور السنوات، أصبح واحدًا من أكثر الأهداف التي لا تُنسى في سجل اللاعب البرتغالي.
كريستيانو رونالدو.
وإذا كان يظن أحد أن كريستيانو سيرضى بذلك، فقد كان مخطئًا. في الشوط الثاني، ومع محاولة مارسيليا اليائسة للعودة إلى المباراة بعد هدف التعادل المؤقت الذي سجله لوتشو غونزاليس، عاد ريال مدريد ليضرب بقوة. أولاً كان ألفارو أربيلوا الذي سجل الهدف الثاني بعد ارتداد الكرة داخل منطقة الجزاء، ثم في الدقائق الأخيرة، ظهر رونالدو مجددًا ليختتم ليلته الساحرة.
بهذه النتيجة، أنهى ريال مدريد دور المجموعات في الصدارة، بينما خرج مارسيليا من البطولة. لكن بعيدًا عن مسألة التأهل، أصبح ذلك اللقاء إحدى أولى الليالي الأوروبية الكبرى لكريستيانو مع الفريق الملكي.
اللقاء من جديد، بعد 16 عاماً
اليوم، بعد 16 عامًا، يلتقي ريال مدريد ومرسيليا من جديد. لا يوجد أي لاعب من الذين شاركوا في تلك المباراة لا يزال ضمن قائمة الفريق. كريستيانو رونالدو، البالغ من العمر 40 عامًا، يعيش المراحل الأخيرة من مسيرته في المملكة العربية السعودية.
لكن إرثه لا يزال حاضرًا في الذاكرة الجماعية لعشاق ريال مدريد وفي سجلات دوري أبطال أوروبا الذهبية.
المصدر: ماركا