عودة تاريخية لريال سوسيداد أمام ريال مدريد في أنويتا

هذا السبت، ستستقبل ريال سوسيداد من جديد فريق ريال مدريد في ملعب ريال أرينا، في مباراة تعد بالكثير من الإثارة كما هو الحال تقريبًا في كل مواجهة تجمع هذين الفريقين العريقين في كرة القدم الإسبانية. لكن في ذاكرة الكثير من مشجعي ريال سوسيداد لا تزال حية واحدة من أكثر الليالي التي لا تُنسى والتي عاشها ملعب أنويتا. ليلة عودة تاريخية، ملحمية وكرة قدم شجاعة.
ليلة كان بطلها الكبير دافيد ثوروتوثا.
كان ذلك في الجولة الثانية من موسم 2014/2015، عندما استضاف فريق ريال سوسيداد، الذي كان يقوده حينها المدرب خاجوبا أراساتي، فريق ريال مدريد المليء بالنجوم. في غضون 11 دقيقة فقط، بدا أن الفريق الملكي قد حسم المباراة. لكن كرة القدم، كما هو الحال كثيرًا، كان لديها سيناريو آخر معدّ.
وكان زورتوزا هو من تولى كتابته بحروف من ذهب.
بداية كاسحة لريال مدريد
دخل ريال مدريد إلى الملعب كالعاصفة. في الدقيقة الخامسة، سجل سيرخيو راموس الهدف الأول بضربة رأسية إثر ركلة ركنية ليجعل النتيجة 1-0. وبعد ست دقائق فقط، أحرز غاريث بيل الهدف الثاني بعد مجهود فردي رائع.
كان فريق كارلو أنشيلوتي، الذي كان قد توج بلقب دوري أبطال أوروبا قبل بضعة أشهر، يبدو في قمة اندفاعه. كل المؤشرات كانت تدل على فوز ساحق. ريال سوسيداد، الذي كان متفوقًا عليه، لم يجد أي إجابات.
كانت مدرجات أنويتا صامتة. لوهلة، بدا أن المباراة قد حُسمت قبل انقضاء أول ربع ساعة.
راموس وبيل.
لكن ريال سوسييداد لم يستسلم. بدأ تدريجياً في التقدم وكسب المواجهات في وسط الملعب. وجاء أول إنذار بتسديدة من كارلوس فيلا، وبعد ذلك بقليل اشتعلت الشرارة التي ستغير مجرى المباراة.
في الدقيقة 35، اقتنص إينيغو مارتينيز كرة مرتدة داخل منطقة الجزاء بعد ركلة ركنية وأودعها في الشباك. كان هدف 1-2 هو أول رد فعل، وأول مؤشر على أن ريال مدريد لن يحظى بليلة هادئة.
وفي الدقيقة 41، ظهر البطل غير المتوقع: دافيد ثوروتوثا. لاعب الوسط، الرئة الدائمة للفريق، سبق دفاع ريال مدريد في كرة عرضية من الجهة الجانبية، وضرب الكرة برأسه بقوة نحو القائم الثاني، مسجلاً هدف التعادل 2-2 قبل نهاية الشوط الأول. انفجرت جنبات ملعب أنويتا بالجنون.
من الاستسلام إلى النشوة في غضون دقائق.
زوروتوزا يشعل انتفاضة العودة
كان الشوط الثاني عرضًا مكثفًا للإصرار والإيمان من جانب ريال سوسيداد. ريال مدريد، الذي أصابه الذهول، لم يتمكن من التعافي من الصدمة التي تلقاها قبل نهاية الشوط الأول. بدأت الضغط العالي من أبناء سان سيباستيان يؤتي ثماره، وكان الحماس في المدرجات يدفع أصحاب الأرض للأمام.
في الدقيقة 65، مرة أخرى زوروتوزا، بطل اليوم، استبق الجميع في كرة مقسمة داخل منطقة الجزاء وسدد بقوة بقدمه اليسرى في شباك كاسياس. وبهذه الطريقة، قلب ريال سوسييداد النتيجة لصالحه أمام أحد أقوى الفرق في أوروبا.
مع اندفاع ريال مدريد للهجوم دون أفكار واضحة، جاءت الضربة القاضية. في الدقيقة 75، سجل كارلوس فيلا الهدف الرابع بعد ركلة ركنية دافع عنها الملكي بشكل سيئ. اللاعب المكسيكي، الذي يتميز دائماً بالحيوية، استغل إبعاداً خاطئاً وسجل الهدف بلمسة أنيقة.
عودة كان لها عواقب
تلك الهزيمة كانت من أقسى الهزائم التي تعرض لها ريال مدريد في ذلك الموسم. ليس فقط بسبب الطريقة التي حدثت بها، بل أيضًا بسبب تأثيرها على الترتيب النهائي. فريق أنشيلوتي أنهى ذلك الموسم بفارق نقطتين فقط عن البطل، نادي برشلونة.
من جهتها، لم تقدم ريال سوسيداد موسماً جماعياً رائعاً، لكن تلك المباراة بقيت محفورة كواحدة من أعظم لحظات تاريخها الحديث. أما بالنسبة لدافيد زوروتوزا، الذي اعتزل في عام 2020 كواحد من أكثر اللاعبين المحبوبين لدى الجماهير، فقد كانت تلك ربما ليلته الأكثر مجداً في مسيرته الاحترافية.
المصدر: ماركا