حزن ودهشة في ريال مدريد بعد رسالة زيدان القاسية

يشعر نادي ريال مدريد بحالة من الدهشة والحزن بسبب الرسالة التي كتبها المدير الفني للفريق الأول السابق، زين الدين زيدان، للجماهير صباح اليوم عبر صحيفة “آس”.

وانتقد زيدان إدارة ريال مدريد برئاسة، فلورنتينو بيريز، بسبب ما حدث في الموسم الماضي واتهمها بزرع الشك وعدم الثقة بين أفراد الفريق الأول بتسريب أنباء إقالته في فترة ما بالإضافة إلى عدم قدرته على بناء فريق قوي للمستقبل بسبب قلة الموارد المالية.

هناك رأي داخل نادي ريال مدريد أن زيدان قد تعرض لبعض الضغوط من قبل المقربين له من أجل الخروج والدفاع عن نفسه أمام الجماهير بعد إعلان رحيله يوم الخميس الماضي عكس ما فعل في 2018 عندما غادر بعد الحصول على دوري أبطال أوروبا.

ولكن ريال مدريد بحسب شبكة “ABC” الإسبانية لا ينوي الرد ولا يفكر في شن حرب ضد زيدان خاصة وأنه أسطورة حية للنادي، رغم أن بيريز لم يتوقع تلك الرسالة من الفرنسي ويرى أن صداقتهما ليست في خطر ولن يقطع علاقة دامت 20 عامًا.

وكل ما سيركز ريال مدريد عليه في الوقت الحالي هو الميركاتو الصيفي والبحث عن مدرب جديد لقيادة الفريق الأول لتدعيم الصفوف بلاعبين جدد وحسم مصير الراحلين.

إليكم النص الكامل لرسالة زيدان:

“أعزائي جماهير ريال مدريد”.

“لأكثر من 20 عامًا ، منذ اليوم الأول الذي وصلت فيه إلى مدريد وارتديت القميص الأبيض ، لقد أظهرتم لي حبكم. لطالما شعرت أن هناك شيئًا مميزًا للغاية بيننا. لقد حظيت بشرف كبير لكوني لاعباً ومدرباً لأعظم نادٍ في التاريخ ، لكن قبل كل شيء أنا مجرد مشجع آخر لريال مدريد . لكل هذه الأسباب ، أردت كتابة هذه الرسالة ، لأقول لكم وداعًا وأشرح قراري بترك التدريب مهنة”.

“عندما قبلت ، في مارس 2019 ، عرض العودة إلى ريال مدريد بعد انقطاع دام ثمانية أشهر ، كان ذلك ، بالطبع ، لأن الرئيس فلورنتينو بيريز سألني ، ولكن أيضًا لأنكم طلبتم مني كل يوم القيام بذلك. متى التقيت بأي منكم في الشارع ، وشعرت بدعمكم ورغبتكم في رؤيتي مع الفريق مرة أخرى ، لأنني أشارك قيم ريال مدريد ، هذا النادي ينتمي إلى أعضائه وجمهوره والعالم بأسره. حاولت اتباع هذه القيم في كل ما فعلته ، وحاولت أن أكون قدوة”.

“إن التواجد في ريال مدريد لمدة 20 عامًا هو أجمل شيء حدث لي في حياتي ، وأعلم أنني مدين تمامًا لحقيقة دعم فلورنتينو بيريز لي في عام 2001 ، لقد كافح من أجل الحصول علي ، لإحضاري إلى هنا عندما كان بعض الناس ضدي ، أقولها من صميم قلبي عندما أقول إنني سأكون ممتنًا دائمًا للرئيس على ذلك”.

“لقد قررت الآن المغادرة وأريد أن أشرح الأسباب بشكل صحيح. أنا أرحل ، لكنني لا أقفز من السفينة ، ولم أتعب من التدريب. في مايو 2018 ، غادرت لأنه بعد عامين ونصف العام ، مع العديد من الانتصارات والعديد من الألقاب ، شعرت أن الفريق بحاجة إلى نهج جديد للبقاء على أعلى مستوى. في الوقت الحالي ، الأمور مختلفة. سأرحل لأنني أشعر أن النادي لم يعد يؤمن بي ولا أحصل على الدعم لبناء شيء ما على المدى المتوسط ​​أو الطويل”.

“أنا أتفهم كرة القدم وأعرف مطالب ناد مثل ريال مدريد . أعلم أنه عندما لا تفوز ، يجب أن تغادر. ولكن مع هذا تم نسيان شيء مهم للغاية ، كل ما قمت ببنائه يوما بعد يوم- لقد تم نسيانه اليوم ، ما جلبته لعلاقاتي مع اللاعبين ، مع 150 شخصًا يعملون مع الفريق وحوله”.

“أنا فائز بالفطرة وكنت هنا للفوز بالألقاب ، ولكن الأهم من ذلك هو الأشخاص ومشاعرهم والحياة نفسها ولدي شعور بأن هذه الأشياء لم تؤخذ في الاعتبار ، وأنه كان هناك الفشل في فهم أن هذه الأشياء تحافظ أيضًا على ديناميكيات نادٍ عظيم ، وقد تعرضت إلى حد ما لانتقادات شديدة بسبب ذلك”.

“أريد أن يكون هناك احترام لما حققناه معًا. كنت أتمنى أن تكون علاقتي مع النادي والرئيس خلال الأشهر القليلة الماضية مختلفة قليلاً عن علاقة المدربين الآخرين. لم أكن أطلب امتيازات ، بالطبع لا ، فقط أكثر من ذلك بقليل. هذه الأيام حياة المدرب في المخبأ في ناد كبير هي موسمان أو أكثر بقليل. من أجل أن تستمر لفترة أطول ، تعد العلاقات الإنسانية ضرورية ، فهي أكثر أهمية من المال ، أهم من الشهرة ، أهم من كل شيء ، يجب مراعاة ذلك”.

“لهذا السبب يؤلمني كثيرًا عندما قرأت في الصحافة ، بعد الهزيمة ، أنني سأطرد إذا لم أفز بالمباراة التالية. لقد أضر بي والفريق بأكمله لأن هذه الرسائل المسربة عمدًا إلى وسائل الإعلام سلبًا أثرت على الفريق وخلقوا شكوك وسوء تفاهم ، ولحسن الحظ كان لدي هؤلاء الفتيان الرائعون الذين كانوا معي حتى الموت ، وعندما ساءت الأمور أنقذوني بانتصارات رائعة ، لأنهم آمنوا بي وعرفوا أنني أؤمن بهم”.

“بالطبع لست أفضل مدرب في العالم ، لكنني قادر على منح الجميع ، سواء كان لاعبًا أو عضوًا في الجهاز الفني أو أي موظف ، القوة والثقة التي يحتاجون إليها في وظيفتهم. أعرف ما يحتاجه الفريق جيدًا. على مدار السنوات العشرين التي أمضيتها في ريال مدريد ، علمت أنكم ، الجماهير ، تريدون الفوز بالطبع ، ولكن قبل كل شيء تريدون منا أن نقدم كل ما لدينا: المدرب ، والجهاز ، الموظفين وبالطبع اللاعبين ويمكنني أن أؤكد لكم أننا أعطينا 100٪ من أنفسنا لهذا النادي”.

“أود أن أغتنم هذه الفرصة لإرسال رسالة إلى الصحفيين. لقد قدمت مئات المؤتمرات الصحفية وللأسف لم نتحدث إلا قليلاً عن كرة القدم ، على الرغم من أنني أعلم أنكم تحبون كرة القدم ، هذه الرياضة التي تجمعنا معًا. ومع ذلك ، وبدون أي رغبة في النقد أو إلقاء المحاضرات ، كنت أود أن لا تكون الأسئلة تدور دائمًا حول الجدل ، وأننا ربما تحدثنا كثيرًا عن اللعبة وقبل كل شيء اللاعبين ، الذين هم وسيظلون دائمًا أهم شيء في هذه الرياضة ، دعونا لا ننسى كرة القدم ، دعونا نهتم بها”.

“أعزائي مشجعي ريال مدريد ، سأظل دائمًا واحدًا منكم. هلا مدريد! زين الدين زيدان.”