غياب نجوم ريال مدريد عن كأس العالم تحت 20 سنة بسبب اللوائح التنظيمية

كأس العالم تحت 20 سنة، الذي يجمع بعضًا من أكبر المواهب الواعدة في كرة القدم الدولية، سيشهد غياب عدة أسماء بارزة. من بين هذه الغيابات يبرز اسمان أصبحا حديث الصحافة العالمية: فرانكو ماستانتوونو، الصفقة الجديدة لنادي ريال مدريد، وإندريك، الذي عاد مؤخرًا من إصابة أبعدته أربعة أشهر. كلاهما سيكون متاحًا للنادي الملكي بدلًا من الانضمام إلى منتخبي بلديهما. السبب ليس فنيًا أو رياضيًا، بل هو تنظيمي.
تحدد الفيفا في لوائحها أن الأندية مُلزمة بالسماح للاعبيها بالانضمام إلى منتخباتهم الوطنية للمباريات الرسمية. لكن ذلك ينطبق فقط على الفئة الأولى (المنتخب الأول). أما فيما يتعلق بالبطولات الشبابية (مثل كأس العالم تحت 20 سنة التي ستقام في تشيلي)، فإن السماح للاعبين بالمشاركة يعتمد على رغبة النادي. أي أن الأندية هي التي تملك الكلمة الأخيرة، وغالبًا ما تعطي الأولوية لمشاركة مواهبها الشابة في جدول المنافسات الخاص بالفريق الأول.
قررت إدارة ريال مدريد إبقاء اللاعبين الاثنين في إسبانيا. في حالة ماستانتوينو، لكي يكمل تأقلمه مع الفريق. أما بالنسبة لإندريك، فليبقى حتى ينتهي من التعافي من إصابة طويلة (تبعها انتكاسة لاحقة).
الحالة الخاصة بإسبانيا: قانون الرياضة
الوضع مختلف بالنسبة للاعبي كرة القدم الإسبان. قانون الرياضة (المادة 23.2.c من القانون رقم 39 لسنة 2022) يلزم أي لاعب يحمل الجنسية الإسبانية بالاستجابة لأي استدعاء رسمي من المنتخب الوطني، سواء كان المنتخب الأول أو الفئات السنية الأصغر. وقد يؤدي الرفض إلى عقوبات مالية ورياضية، مما يجعل ما هو اختياري في دول أخرى إلزامياً في إسبانيا.
هذا يفسر لماذا، بينما يمكن لماستانتوينو أو إندريك البقاء في تشامارتين، سيخسر ريال مدريد كاستيا بقيادة أربيلوا عدة من لاعبيه خلال كأس العالم تحت 20 سنة. في المجمل، سيكون هناك خمسة لاعبين (فران غونزاليس، دييغو أغوادو، خيسوس فورتيّا، كريستيان دافيد بيريا وتياغو بيتارتش) من أكاديمية النادي الملكي الذين استدعتهم إسبانيا وسيتعين عليهم إيقاف مشاركتهم في دوري الدرجة الأولى لتمثيل المنتخب الوطني.
تولّد التفاوتات التنظيمية نقاشًا متكررًا: هل من الأنسب لتطوير لاعب شاب أن يشارك في بطولة دولية مع منتخبه أم أن يراكم دقائق اللعب والمنافسة مع ناديه؟ بينما تواصل الفيفا التمسك بمعاييرها، فإن اختلاف المعاملة بين الدول قد يؤثر على بروز بعض المواهب ويغير الخطط الرياضية لأندية مثل ريال مدريد.
ما هو واضح أن ماستانتوونو وإندريك، وهما اسمان مرشحان لصناعة مستقبل كرة القدم العالمية، سيغيبان عن هذه البطولة تحت 20 سنة. غياب لا يتعلق بأسباب رياضية، بل يعود إلى التفاصيل الدقيقة في اللوائح الدولية وإلى مصالح أنديتهما.
المصدر: آس