أسباب سقوط ريال مدريد أمام أتلتيكو: دروس من هزيمة الديربي

عاد ريال مدريد ليظهر بمستوى متواضع في ملعب ميتروبوليتانو، حيث لم يحقق الفوز سوى مرة واحدة في زياراته السبع الأخيرة. ذلك الرهبة المسرحية من معقل الروخيبلانكوس شلّت لاعبي الميرينغي حتى انتهى الأمر بهزيمة ساحقة أسطورية، من تلك الهزائم التي تدخل في السجل الحصري للِّيال التي لا تُنسى وتُروى من جيل إلى جيل بين مشجعي أتلتيكو مدريد. أكد تشابي ألونسو وكارفاخال لاحقًا أنهما لا يريدان أيضًا نسيان الإهانة التي تلقوها، واتفقا في التشخيص: مثل هذه الضربة يمكن أن تتحول إلى أمر إيجابي إذا تمكنوا من استخلاص الدروس الصحيحة.
سنرى ما إذا كانت هذه الضربة ستجعلهم أقوى أم ستضعفهم.
في جميع الأحوال، هناك فرق بين أن يكون لدى ريال مدريد العديد من الجوانب التي لا تزال بحاجة إلى التحسين، وبين أن ما تحقق حتى الآن لا قيمة له. إذا تلقى الفريق هزيمة قاسية، فذلك كان تحديدًا لأنهم في اليوم الأقل مناسبة توقفوا عن القيام بما اعتادوا عليه: اللعب بحماس، الضغط على الخصم، عدم فقدان المواقع، الفوز في المواجهات الفردية، وإظهار الشخصية… وبمعرفة الخصوصية الفريدة لنادي أتلتيكو مدريد، وإدراك وضعه الحرج في جدول الترتيب، فإن الدخول إلى الديربي على أرض الخصم الكبير دون التحلي بالعقلية المناسبة كان بمثابة الذهاب إلى المسلخ. ريال مدريد أخفق في الأسلوب، لكن الأهم من ذلك أنه افتقد الروح، لينتهي به الأمر متعرضًا لهزيمة قاسية من خصم متعطش للثأر، يضع قلبه في كل كرة مشتركة، ويهاجم كل كرة هوائية كما لو أن حياته تعتمد عليها.
بدأ الانهيار في الكرات الهوائية، حيث بدا قلبا الدفاع وتشواميني عاجزين بسبب سلبيتهم، وانتهى الأمر بالتأثير على الجميع، بدءًا بكارّيراس الذي بدا مجهولًا بعد بدايته القوية والذي كان الديربي أكبر من قدراته، وانتهاءً بفالفيردي الذي كان عديم التأثير طوال الموسم. من الضروري استعادة مستوى اللاعب الأوروغوياني.
بعد نتيجة 5-2، سارع العديد من المحللين إلى التنبؤ بأن الهزيمة الثقيلة التي تلقاها الفريق في المباراة الأولى أمام خصم من العيار الثقيل تُظهر أن هذا الفريق لا يملك ما يكفي لتحقيق الإنجازات الكبرى. لا تبحثوا عني بين هؤلاء. هذا ريال مدريد يضم تشكيلة استثنائية مليئة بالمواهب، لكنه أدرك بالفعل ما يحدث له إذا لعب بنفس التراخي الذي ظهر به في العام الماضي.
ليتعلموا من روح أتلتيكو مدريد في الديربيات. هذا أمر لا يمكن شرحه على السبورة ولا تدريبه. إما أن تشعر به أو لا تشعر.
المصدر: ماركا